الأحد، 11 يناير 2009

هيث ليدجر .. نيد كيلي .. في ذكراه

فيلم نيد كيلي 2003 للمخرج الاسترالي غريغور جوردن، وبطولة هيث ليدجر ...
ربما كانت تلك البداية التي دفعتني إلى اقتناء جميع أفلام الراحل هيث ليدجر... الذي استطاع أن يقدم وفي وقت وجيز مجموعة من الأعمال العظيمة الراقية ,, هنا أحدها





الاستراليون يتذكرون على نحو واسع جدا قصة مواطن استرالي من اصل ايرلندي اسمه (نيد كيلي) ولد عام 1854 في قرية (كريتا) باحراش ولاية فيكتوريا على بعد 240 كيلومترا شمال شرق مدينة ملبورن ، وهو كان اصغر ثمانية اشقاء، مات زوج والدته وهو بعد طفل يحبو، كان يجول الاحراش منذ صغره محاولا اكتشاف اسرارها واسرار سكانها ، وهو يرى عائلته تعاني من فقر مدقع بينما قلة من الناس يملكون الجياد وقطعان الخراف والماعز والابقار ، فقد كانت عائلة كيلي لا تملك الارض ، بل كانت تستأجر قطعة منها وبشروط مجحفة انذاك اذ كان عليها ان تسور الارض على حسابها وتبني عليها منزلا وتزرعها وتدفع اجرا اضافيا ، كانت حياتهم في تلك الايام قاسية جدا، فشب كيلي وهو يشعر بغبن كبير وبوضع اجتماعي غير منصف، فسلك درب الانتقام والتحدي واخذ يسرق جياد الملاك الاغنياء، واصبحت قصصه على كل لسان فأحبه المزارعون الفقراء وغنوا له، وكانوا يساعدونه ويخفونه من عيون الشرطة، وقبض عليه لاول مرة عندما كان عمره 16 عاما واودع السجن ليقضي فيه ثلاث سنوات وقد اتهم بسرقة خيول بعض اغنياء منطقته.

على الرغم من كل هذه الأعمال إلا أن نيد كيلي تحول إلى بطل شعبي تجاوزت شعبيته آفاق استراليا فالكثيرون يبررون له اعماله تلك اذ يعتقدون ان الوضع الاجتماعي المتخلف والفقر السائد انذاك وطيش بعض حماة القانون معه قد سببوا انحرافه عن طريق الصواب، وربما ان رسائله التي كان يرسلها دائما الى الشرطة تعطي الانطباع بان كيلي كان يضمر في دواخل نفسه الكثير من الفروسية والنبل ، وكان يعتقد انه يطبق العدل على طريقته الخاصة، فقد كتب كيلي في فقرة من احدى رسائله الى الشرطة ما يلي : لست معنيا كثيرا بطلب الرأفة لي وللمقاتلين معي، ولست ممن يطلبون الاعتذار ، ولكن يهمني ان اقول لكم اذا لم تطلقوا سراح هؤلاء الابرياء(وكان يقصد والدته وبعض اصدقائه) واذا لم تعاملوا اهلي بالعدل والانصاف سأضطر الى سلوك كل طرق الانتقام مستقبلا ضدكم.

ومرة داهمت قوة من الشرطة منزل كيلي مما ادت الى اطلاق الرصاص واصيب رجل شرطة في يده، واتهمت الشرطة والدة كيلي وقيل انها هي التي اصابت الرجل فحكمت بالسجن لثلاث سنوات، وتقول رواية اخرى ان كيلي وامه استشاطا غضبا عندما رأيا ان احد افراد القوة الحكومية يريد الاعتداء على احدى شقيقات كيلي مما حملت الام على اطلاق النار عليه ، بعد هذه الحادثة هرب كيلي الى الغابات الموحشة ليصادق الطيور وقطعان الكنغارو والمطر الغزير، وشكل مع اخيه (دان) وبعض رفاقه عصابة، مهمتها سرقة خيول الاغنياء ومداهمة المصارف وليصبح هو ورفاقه بعد ذلك طريد الشرطة في مدن وغابات استراليا، ويقول بعض الاستراليين ان كيلي كان يوزع ما يغنمه على المزارعين الفقراء في منطقته، مما جعل الناس ينظرون اليه نظرة المنصف والعادل على الرغم من كونه طريد العدالة.

ولما كثرت تحركات كيلي واصبحت لا تطاق من قبل السلطات ، تقرر تجهيز حملة قوية للايقاع به ، واستعد كيلي لمجابهة خطط الشرطة فصنع لنفسه ولرفاقه دروعا من الواح الفولاذ لا يخترقها الرصاص كما صنع ايضا خوذة فولاذية تغطي كامل وجهه ورقبته بفتحتين صغيرتين فقط للرؤية ، بحثت الشرطة عنه طويلا الى ان استطاعت مفرزة منهم محاصرته في احد المواقع ، فنشب قتال عنيف بين الشرطة وعصابة كيلي ، مما اسفر عن مقتل ثلاثة من الشرطة واتهم كيلي بقتلهم، فخصصت الحكومة مبالغ من المال وصل اخيرا الى ثمانية الاف باوند مقابل رأسه، هذه الثمانية الاف باوند اذا قيست بسعر الدولار الاسترالي اليوم فانها كانت تساوي حوالي مليوني دولار استرالي .

بعد كل هذا كثفت الحكومة حملاتها للايقاع بكيلي وعصابته وتمت استدعاء بعض المتخصصين في اقتفاء الاثار، الى ان وجدوه هو ورفاقه في احد فنادق الطرقات وهو فندق (كلين رون هوتيل)، وكان ذلك في عام 1880 وكان كيلي مع اربعة من رفاقه في المكان ، وبعد تبادل اطلاق الرصاص استطاع كيلي من اختراق القوة المحاصرة ليهرب الى خارج الطوق ، ولكنه عاد الى القتال لينقذ بقية رفاقه من ايدي الشرطة ، وكان كيلي يلبس درعه الفولاذي ، وتروي الحكايات انه اصاب عددا كبيرا من افراد القوة المحاصرة، وكانت القوة تنهال عليه بنيران غزيرة ولكنه كان يتقدم نحوهم غير مبال على الرغم من ان كثافة النيران كانت تهزه شمالا ويمينا وتعرضه للتعثر والسقوط ، ويقال ان القوة كادت تفر امامه لولا ان بعض الرصاصات اصاب مواضع مكشوفة من جسمه فاوقعه النزيف ارضا ولكنه لم يمت، ولكن كل افراد عصابته ومنهم شقيقه لقوا حتفهم، اعتقل كيلي وتم اخذه الى المشفى ثم احيل الى المحاكمة، فقرر المحلفون انه مذنب بالقتل وارتكاب سرقات وحوكم بالاعدام شنقا حتى الموت ونفذ فيه الحكم في 11.11.1880 عن عمر ناهز الخمسة والعشرين عاما فقط.

وخلد فيلم نيد كيلي ببطولة هيث ليدجر ورفيقه أورنلاد بلوم قصة نيد كيلي، ويبقى أداء هيث في هذا الفيلم خالداً حتى بعد رحيله ...



السبت، 3 يناير 2009

رجاء.. كانت تصلي من أجلكم


عادت بي الذكريات والأشجان وأنا استمع هذا الصباح إلى أغنية "ياغايب عن عيوني أما آن الآوان .. تروي عطش حنيني في غربة الأحزان " للفنانة المغربية الراحلة رجاء بلمليح التي توفيت في يوم الأحد 2-9-2007
إلى لحظة فراقها الحزين ...!

كانت المفاجأة عندما تلقت مجلة زهرة الخليج اتصالا من الفنانة رجاء بلمليح وكانت نبرة صوتها مثقلة بالآهات والآلام .. وهي تقول بصوت يملؤه الحزن:" أنا موجودة حالياً في باريس,وليس هناك أي مشروع فني كما أشاع طاقمي الفني والحقيقة أنني مصابة بالسرطان وأخضع للعلاج منذ أشهر"..

عندما غابت الفنانه رجاء بلمليح عن الساحه الغنائية ولم تعد ترى كثيراً, أشار المقربون منها أنها موجودة في فرنسا للتحضير لعمل غنائي جديد وأن بقائها سيمتد حتى قرابة السته شهور..وعلى الرغم أن الأمر في البدايه لم يكن مقنعاً ,بأن العمل التي ستقوم به رجاء عمل عالمي إلى جوار نجوم الغرب ,وأنه يشكل قفزة جديدة في حياتها الا أنه تم تقبل الخبر..
والحكاية أن رجاء شعرت بآلام في الصدر وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل أتضح أنه ورم خبيت .. وفي باريس أدخلت المستشفى وخضعت للعلاج الكيماوي قرابة خمسة شهور..

حين سألتها مجلة زهرة الخليج:
"ماذا تودين أن تقولي لجمهورك؟؟
فأجابت وهي تبكي:"طمئنوهم علي وقولوا لهم أني في صلاتي كل يوم أدعو أن لا يصاب أحد بمكروه,فقد مرت علي أيام رأيت فيها الموت"

كانت ترفض وبشدة أن تكون نسخة من الفن الهابط المبتذل الذي تلفظه القنوات الفضائية كل يوم .. (بفنها السامي) أسلمت الروح لباريها، محاطة بأفراد عائلتها وبعض أصدقائها المقربين جدا، بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، الذي نقلت إليه من سكناها بمدينة الدار البيضاء.. وتركت ورائها طفلها الوحيد من أب مصري.
وكان آخر ظهور للفنانة الراحلة أمام الجمهور، مشاركتها في برنامج ستوديو دوزيم، الذي بثته القناة الثانية المغربية ليلة السابع والعشرين من شهر يوليو (تموز) الماضي، كضيفة شرف على البرنامج الذي سجل بالاستوديو الضخم والجديد، الذي شيدته القناة، ملتزمة الوعد الذي أعطته لـ«دوزيم» رغم مظاهر التعب والإعياء التي كانت بادية عليها أثناء السهرة، لكنها نجحت في إخفائها وغالبتها، فبدت وردة متألقة، ودودة وعذبة، فغمرتها عواطف محبة الحاضرين في الأوستوديو والمشاهدين، الذين ظلوا مشدودين إلى الشاشة في منازلهم.



وتتبع المغاربة، بحنو وعطف تطور الوضع الصحي لمطربتهم التي عرفت كيف تحمي سمعتها ومستواها الفني من الابتذال، وأعربوا في شتى المناسبات والأوقات عن تعاطفهم القوي معها، وإشادتهم بصبرها وجلدها وقدرتها على تحملها الداء حتى انتعشت الآمال في في شفائها التام، بعد رواج تقارير طبية مطمئنة، أعادت البسمة الدافئة إلى محيا رجاء. وباختفاء هذا الصوت الشادي والشجي، يفقد الوسط الفني بالمغرب، وجها سيذكر دائما مقرونا بأنبل الصفات وأجمل الذكريات، حفر اسمه بدأب واجتهاد، بالاعتماد على موهبتها ومستواها الثقافي الجامعي، الذي طورته باستمرار ما أبقاها ملتصقة بالثقافة ومحيطها ورجالها، تطمئن عليهم وتحيي صلات المودة بهم، خاصة مع توالي نجاحاتها وذياع صيتها الفني.