الاثنين، 29 ديسمبر 2008

مسلسل 37 مئوية .. البركة في الشباب


لن أكون مستعجلاً حتى أحكم على مسلسل من خلال الدعاية والأولية له، لكن ماشدني وأنا أشاهد برومو مسلسل 37 الذي تعد قناة MBC بعرضه قريباً هو فكرة العمل القائمة على مجهود سعودي شبابي من التصوير والإخراج والإنتاج.

جمال المسلسل هو في الوجوه الشبابية الجديدة التي يقدمها للشاشة وفي المجتمع التي سيغوص فيه (مجتمع الأصدقاء)، تعودنا دوما على المشاكل الاجتماعية المكررة في المسلسلات الخليجية التي تتراوح بين الزواج والطلاق والمخدرات والبحث عن المال ...إلخ بينما ينتقل هذا المسلسل إلى بيئة مختلفة وهي مجموعة من الشباب الخريجين حديثاً من كلية الطب ويسلط الضوء على سنتهم العملية الأولى ومافيها من مقالب ومواقف..

التجمعات الشبابية في السعودية مليئة بالقصص والأحداث وتستحق المعالجة سواء بطابع درامي أو كوميدي لأني أعتقد أن هذه قضايا الشريحة سوف تدفع أي كاتب أو مخرج إلى آفاق من الإبداع ...

المسلسل وإن كان مستوحى من المسلسل الأمريكي الشهير سكرابس، إلا أني أراها خطوة جيدة، لأن المحاكاة طريقة أساسية للتعلم والنجاح، هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن أعمال الريميك قائمة ولها فنها، وقد يكون الفيلم الريميك أفضل من الأصل في أحيان كثيرة.

تحية للأستاذين سمير عارف وطارق الحسيني، وعقبال مانشوف مسلسل سوبرانوس السعودي:)


سيجارة

يستنشق
ينفث

الجمعة، 26 ديسمبر 2008

لورا ليني.. الفن ضد ملايين هوليود


كعادته الأستاذ رجاء المطيري يتحفنا هذا الأسبوع بمقالة تحليلة للفنانة الراقية لورا ليني، الحقيقة كنت مستمعتاً جداً وأنا أقرأ هذه المعلومات عن لورا، وخصوصاً مسألة تأثير وعي الفنان وثقافته على خياراته العملية، ودورها أيضاً في دعم وإنتاج أعمال مميزة، فلورا التي زهدت بملايين هوليود وفضلت السينما المستقلة التي تقدم أجوراً أقل من أجل الفن والأعمال الفنية الرصينة، وهذا كان نتيجته أن اصبحت لورا بصمة مبدعة في أي عمل فني تشارك فيه...

لن أطيل عليكم كثيراً، شاركوني متعة قراءة هذا المقال ...

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

Mamma mia في ليلة أسبانية باردة!

بالقرب من "النافورة السحرية"، كما يسمونها هناك في برشلونة الأسبانية ـ المدينة الحالمة التي لاتنام ـ كنت أتدحرج أنا ولباس الاسكيمو الذي تشبثت به خوفاً من أن يتسلل البرد إلى داخلي، دون أسلم أبداً من تعليقات رفاق الدرب الأشقياء على هذا اللباس ..
الشيء الذي كان يسليني ويخفف سطوة الصقيع التي يجمد أطرافي، هو أنني أحمل تذكرة للمسرحية الغنائية الشهيرة (ماما ميا)، دقائق معدودة، ونصل إلى القاعة.. كالعادة كنا نحوم حول المكان ولا نعرف كيف نصل، حتى نستنجد بخدمات "الصديق العزيز" أبوفهد فيخرج خرائطه وأوراقه، ثم .. لحظات ونصل!
استقبلتنا هذه اللوحة .. ومظاهر "مشفرة" ربما هي مرتبطة ثقافياً بفرقة أبا الخالدة ...



قبل أن استطرد حول مسرحية ماما ميا الأسبانية، واكتشافنا لأحد الرفاق الذي أصبح يجيد ترجمة اللغة الأسبانية، أعرفكم بهذه المسرحية التي تنقلت عبر دول العالم، وقدمت مجموعة من أعظم أغاني السبعينات لفرقة أبا السويدية التي أصبحت مصدر إلهام لكل المغنين والفنانين في العالم.
ماما ميا! مسرحية موسيقية، كتبتها البريطانية كاثرين جونسون. مستندة على أغنية فرقة أبا التي تحمل الاسم ذاته. وقد شارك كل من عضوي الفرقة بيرن أولفيوس و بيني أندرسون في تطوير العرض.
المسرحية تضمنت العديد من أغاني الفرقة مثل "الملكة الراقصة"، "شكرا للموسيقى"، "الفائز يأخذها كلها"، و "sos". وشاهد المسرحية مايقارب 25 مليون شخص حول العالم.
النسخة السينمائية من المسرحية صدرت مؤخراً من بطولة ميريل ستريب وبروس بروسنان.

بوستر الفيلم

تدور أحداث المسرحية حول صوفي ووالدتها دونا اللذان يعيشان في جزيرة يونانية. صوفي تريد الزواج من خطيبها سكاي، لكنها أيضا تريد أن يقوم والدها بزفها، لكن المشكلة تكمن في أنها ليست متأكدة أي واحد من الرجال الثلاثة الذين ناموا مع والدتها، هو والدها وهي تسعى لمعرفة ذلك دون علم والدتها، لكن دونا تعرف عن الموضوع مما يجعلها تفقد أعصابها.
المسرحية عرضت بثمان لغات : انجليزية، ألمانية، يابانية، هولندية، كورية، إسبانية، فلمندية، وروسية.
المهم دخلنا إلى القاعة أخيراً، حيث الدفء والهدوء و"الحنان" وبدأت صوفي "الأسبانية" تجلب الانتباه بحضورها وجمالها الساحر، والأجمل منه كان ذلك الأداء الأسطوري الكبير الذي قدمته دونا لأغاني فرقة أبا.
لايمكن وأنت في نشوة الطرب مع "دانسينج كوين" أن تصدق أن هذه الأغنية قد كتبت ولحنت قبل أكثر 35 سنة، كل الذي يمكن أن تصدقه أن هذه الأغنية، وجميع أغاني فرقة أبا أنها تجرك للمستقبل جراً، ولعوالم شاعرية غريبة لأول مرة تستكشفها، وتفجر فجوات داخلية في قلبك لأول مرة تتعرف عليها.
الصديق العزيز أبوفهد في ليلة غابرة، وضع ألبوم (أبا جولد) في جهازي دون يقول شيئاً، دارت الأيام وقلبت الجهاز بحثاً عن شيء اسمعه، وإذا بي أقع على (آبا)، لم أكن في مزاج يسمح لي بالسماع لموسيقى غربية، لكني زي مايقولوا وقعت في الغرام، حملت هذا الألبوم لكل مكان استطيع أن استخدم فيه أذني، في السيارة وفي البيت والجوال والنادي والعمل..
اسمعها في السيارة وأهيم في شوارع الرياض لا ألوي على شيء إلا الطرب مع أبا ..
اتصلت على أبوفهد معاتباً: وش سويت فيني، وش هذي أبا؟ الأغرب كان قادماً:أوه هذي أغاني كلاسيكية من السبعينات !!

معليش نعود إلى برشلونة ومسرحية ماما ميا، بدأت المسرحية باللغة الأسبانية طبعاً لم أفهم شيء وبدأت أشعر بالملل .. التفت علي أبوفهد وهو يكاد يطير من الفرحة، وقد اختفى الكرسي من تحته وهو يقول: أنت فاهم المسرحية يادرج؟ قلت لا والله وش يفهمني؟، بدأ يشرح لي القصة باختصار...
قلت له بكل فهاوة : ماشاء الله تعرف أسباني ولاتعلمنا؟؟ رد بكل عنف كالعادة: أنا شايف الفلم ياغبي.
رفيق بجانبي ماخش في الجو أبد، وجلس ينبش في علب الشكولاته التي معه، وجزاه الله خير عطاني قطعة حتى أغير طعم الفشار الي بخشتي.
مايصل بأغاني فرقة أبا إلى حالة المعجزة المحيرة أن اختلاف اللغة لايفسد جماليتها، الأغاني التي سمعتها في هذه المسرحية كانت كلماتها بالأسبانية ومع ذلك شعرت أني أحلق في طبقات عالية من السماء ...
في نهاية المسرحية وفي لحظة انتعاش بالغة قلت لأبوفهد الذي لايحفل بتعليقاتي كثيراً : ياخي ليش مافيه نسخة عربية من هالمسرحية؟ رد مستخفاً بي كعادته : يله شد حيلك !


فرقة أبا .. قصة نجاح

Bloody Sunday - الأحد الدامي (فيلم وأغنية)


وأنا أقلب صفحات اليوتيوت بلا معنى، وقعت على أغنية (Bloody Sunday) التي تقدمها فرقة "يوتو" فأشعلت ذاكرتي إلى ذلك الفلم البريطاني العظيم الذي يحمل الاسم نفسه، ويحكي عن حادث الأحد الدامي الذي جرى في الثلاثين من يناير عام (1972): وهو أشرس حادثة مرت به منطقة آيرلندا الشمالية...
في ظهر ذلك اليوم اعترضت الشرطة، وأفراد من الجيش البريطاني مسيرة سلمية أغلب أفرادها شباب كاثوليك، وأمطرت الشرطة المتظاهرين بزخّات من الرصاص الحي، وسقط نتيجة لذلك 13 شاباً أعزل، وجرح العشرات. هذه الحادثة أشعلت الأوضاع المتوترة في أيرلندا الشمالية، وتوالت بعد ذلك عمليات ثأرية متوالية حتى مطلع الثمانينات، حينها امتلأت السجون بالمتعقلين من كافة التيارات، وكانت الكارثة في إضراب عشرة من السجناء الجمهوريين عن الطعام حتى الموت.
الأغنية تتسائل كما الفلم : لا أستطيع أن أصدق الأخبار اليوم ؟ أوه، لا أستطيع أن أغلق عيني وأجعل ما حدث يغادر عقلي!
الفلم انتهى بصور مأسوية للمتظاهرين وأوضاعم، وكيف كان ارتباك الجيش البريطاني في التعامل مع هذه المظاهرة مما أدى إلى هذه المأساة المروعة.


الصديق طارق الخواجي كتب عن الأغنية، بأسلوبه الجميلة كعادته في تحليل الأغان الخالدة، ويقول: (تعتبر هذه الأغنية رمزاً ضد العنف الطائفي والحروب العنصرية، وإحدى الأغاني التي توصف بأنها توقيع لفرقة "يو تو"، كما أن النقاد يرونها أفضل عمل غنائي احتجاجي، بينما صنفت مجلة رولينغ ستون إيقاعها بأنه "سحق عظام ساحة الروك للعقد" أي في الثمانينينات، كما أنها أعيدت بتوزيعات وتسجيلات مختلفة لعدد هائل من المغنين وفرقهم.)

نعم ..
لا أستطيع أن أصدق الأخبار اليوم
أوه، لا أستطيع أن أغلق عيني وأجعل ما حدث يغادر عقلي
حتى متى؟
حتى متى يجب أن نغني هذه الأغنية؟
حتى متى؟ حتى متى ..
لأننا الليلة .. نستطيع أن نكون واحداً
الليلة..
الزجاجات المحطمة تحت أقدام الأطفال
الأجساد المنثرة عبر نهاية الشارع المسدود
لكنني لن أكترث لنداء المعركة
لن أدير ظهري وأقف مقابل الجدار
الأحد.. الأحد الدامي
والمعارك للتو ابتدأت
هناك الكثير ممن خسروا، فهل تخبرني من ربح؟
الخندق يحفر عميقاً في قلوبنا
والأمهات، الأطفال، الإخوة، والأخوات، تفرقوا أشتاتاً
الأحد.. الأحد الدامي
إمسح الدموع من عينيك
أنا سأمسح الدموع من عينيك
أنا سأمسح عيونك المحتقنة بالدموع
حقاً نحن منيعون
عندما تكون الحقيقة خيالاً والتلفزيون واقعاً
واليوم تبكي الملايين
نأكل ونشرب بينما يموتون هم في الغد

الأحد، 21 ديسمبر 2008

الشيخ يتراجع من أجل الأفلام (الخيرة)




بعد أن تناقلت الصحف والمواقع الإخبارية تصريح رئيس الهيئة الشيخ إبراهيم الغيث الذي قال فيه بأن السينما شر كبير تطالعنا اليوم وكالة الأنباء الفرنسية بأن الغيث يقول إنه لا يمانع من عرض بعض الأفلام السينمائية إذا كانت تدعو إلى "الخير", والخبر أورده اليوم أيضاً الزميل عضوان الأحمري في جريدة الوطن..


بداية جيدة.. وأتمنى أن يكون (الخير) الذي قصده الشيخ واسعاً وشاملاً ..

مناحي .. أيقونة الشر الكبير


مسكين .. مناحي (فايز المالكي) ، تلقى اللعن والشتم ، وارتبط اسمه بالشر، رغم أن يصنف على قائمة الفنانين المحافظين، لكن هذه ضريبة من يحمل لواء المبادرة .

بعد عرض فيلم (مناحي) في صالات عرض بجدة والطائف، كخطوة سينمائية أولى خجولة، ثار التيار الديني في السعودية، وعلى رأسهم رئيس جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث، الذي وصف السينما بالشر الكبير، وقال حول افتتاح السينما في مدينتي جدة والطائف "لم يتم أخذ رأينا في الموضوع، وموقفنا تجاه ذلك واضح وهو المنع؛ لأن السينما شر، ولسنا بحاجة إليه، فيكفي الشر الذي لدينا"...!

رغم لطافة الشيخ الغيث وسمو أخلاقه على المستوى الشخصي، وكنت جرى بيني وبينه حديث صحفي سابق كان فيه بغاية الترحيب واللطافة المخجلة، إلا أنه يقف على جهاز متهالك ، سوف يسقط في يوم من الأيام إذا لم ينتفض ويجدد نفسه وينتبه إلى حقيقة الواقع الذي يعيش فيه ..

لا أريد أن أتحدث هنا عن الهيئة ومواقفها، لكن كلمات رئيس الهيئة غريبة جدا، حول مسألة (لم يأخذوا رأينا)!! هل الهيئة جهة تشريعية أو قانونية؟ وهل لها الحق في أن تحكم بهذه الصراحة على أشياء مختلف فيها شرعياً ،وتصفها بكل أوصاف الشرور والفساد بدون أي دراسة مسبقة لمثل هذه الأحكام المتسرعة.

(يكفي الشر الذي لدينا) !! ولماذا هذه النظرة السوداء للمجتمع، وتخزين الشرور بداخله... هل أصبح قدر المجتمع السعودي أن يقف بين طرفين أحدهما يعتبره مليئاً بالشرور والفساد، والآخر يراه مليئاً بالتشدد والتعصب الديني !!

هذه المواقف كفيلة بأن تعيق أو على الأقل تؤخرنا كثيرا عن تقديم أنفسنا للعالم عن طريق السينما ( الشر الكبير) ـ رغم أنها آلة محايدة قد تعرض عليها فيلم عمر المختار أو فيلم التايتنك ـ ثم نتسول على موائد أفلام هوليود لعل أحدنا يذكرنا ولو باللعن لنطير فرحاً وغبطة...


فكرة المبادرة فيلم "مناحي" تستحق التحية والتقدير، رغم أنني أعتقد أنه لايتجاوز في مضمونه التهريج الكوميدي "الماصل" .. ومن قبله فيلم العلاقات العامة "كيف الحال؟" الذي شاهده السعوديون في سينما البحرين بكل سخرية وامتعاض ..

ومع ذلك أعتقد أن في مجتمعنا شباب مبدع واعد قادر على تقديم أعمال سينمائية قديرة تنبع من عمق روحنا وهويتنا، بكاميرا واحدة وطاقم صغير يقوم بجميع الأدوار يكتب ويصور ويمثل ويمنتج !